مبادرة "عناق الشتاء"  جمعية الروح الطيبة من مجموعة أريسون في مبادرة لجمع المعاطف في العشرات من البلدات العربية لصالح الفئات المستضعفة

يواصل المئات من المتطوعين من ارجاء المجتمع العربي بالعطاء لصالح المشروع الريادي الذي أطلقته جمعية "الروح الطيبة" من مجموعة أريسون تحت عنوان "عناق الشتاء" وذلك عشية حلول فصل الشتاء في البلاد بهدف بث ولو القليل من الدفء في نفوس الفئات السكانية الضعيفة والمحتاجين من أبناء المجتمع.  ويهدف المشروع الى تجميع المعاطف الشتوية في عدد كبير من نقاط التجميع التي افتتحت في مناطق عديدة من المجتمع العربي، حيث يقوم فيما بعد متطوعون من قبل الجمعيات المشاركة في المشروع بتصنيفها وتوزيعها على الشرائح السكانية المحتاجة.  

وكانت "الروح الطيبة" من مجموعة أريسون قد أطلقت في الأسابيع الأخيرة موقعا خاصا على شبكة الانترنت يعتبر باكورة مشروعها الريادي لفصل الشتاء للبدء بجمع المعاطف الشتوية مع حلول شهري اكتوبر ونوفمبر بالتعاون مع سلطات محلية عديدة، وجمعيات مجتمعية متنوعة أعربت عن حماسها للانضمام الى هذا المشروع من خلال تواصلها مع الروح الطيبة. ويدور الحديث عن موقع الكتروني على شبكة الانترنت يتضمن نقاط جمع المعاطف في عشرات الأماكن في البلاد بما في ذلك المناطق العربية، حيث يشمل الموقع إمكانية الضغط على تطبيق الويز للوصول الى مكان وعنوان تجميع المعاطف بالإضافة الى رقم هاتف مُركّز المشروع واسمه الكامل للتواصل معه.  

ومع بداية الشهر الحالي استقطبت نقاط جمع المعاطف الشتوية في البلدات العربية عددا كبيرا من المتبرعين وأصحاب الخير الذين احضروا مختلف المعاطف خصيصا لهذا المشروع حيث قام متطوعون من الجمعيات، المجالس المحلية والمراكز الجماهيرية المختلفة باستيعاب هذه المعاطف وتصنيفها وخلال الأيام القريبة سيتم البدء بتوزيعها تحت اشراف المسؤولين في كل بلدة عربية شاركت بالمشروع. 

وقالت السيدة شكرية نعامنة وهي مرّكِزة المركز الجماهيري في مدينة عرابة عن هذه المبادرة الفريدة لافتة الى الى الاقبال الكبير من قبل أهالي عرابة على المشاركة في هذه الحملة وأضافت قائلة:" نشكر جمعية الروح الطيبة لمبادرتها لهذه الخطوة التي نعمل على تطبيقها هذه الأيام وهي بدون شك تعتبر مبادرة ناجحة تجعلنا نفكر ونشعر بالآخرين. أستطيع القول من خلال مواكبتي لعملية تجميع المعاطف ان نجاح الحملة لم يقتصر فقط على المعاطف الشتوية انما أيضا تم جمع كافة الملابس الشتوية لصغار وكبار السن وكافة الشرائح العمرية هنا في عرابة. هذه الحملة الهادفة غير مفهومة ضمنيا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالبلاد وبالمواطنين كافة.  نحن بدورنا في المركز الجماهيري على تواصل دائم مع مركِّزات المجموعات والفئات السكانية المستضعفة لتوزيع المعاطف مع اشتداد موجة البرد. بدورنا كمركز جماهيري نسعى دائما للتعاون مع الروح الطيبة لما فيه عمل الخير ومد يد المساعدة للشرائح الضعيفة في مجتمعنا".     

بدورها تحدثت السيدة ميسا الحاج علي مركِّزة الشبيبة في المركز الجماهيري في مدينة شفاعمرو عن مشاركة المشاركة في هذه المبادرة وقالت:"ان التجاوب معها كان غير مسبوق خاصة اننا للمرة الأولى نشارك في مبادرة من هذا القبيل. اعمال جمع المعاطف التي قمنا بها في شفاعمرو كانت مميزة حتى ان العديد من الاولاد ساهموا من خلال شراء عدد كبير من المعاطف الجديدة واحضارها الى المركز لنقوم بدورنا بتوزيعها على المحتاجين. هذا ان دل على شيء فانه يدل على روح العطاء والمحبة حتى في الأوقات الصعبة والحالة المادية السيئة التي كان من الممكن ان تعيق تقدم هذه المبادرة، الا ان الاقبال كان كبيرا ومفاجئا بالنسبة لنا خاصة الأطفال وطلاب المدارس وكبار السن الذين تحمسوا للفكرة وتجاوبوا معها".  

وتحدث مدير المجتمع العربي في جمعية الروح الطيبة من مجموعة أريسون هلال حاج يحيى عن هذا المشروع الذي يقام للمرة الاولى في المجتمع العربي مع حلول فصل الشتاء مؤكدا ان التجاوب من قبل الجهات التطوعية اما من سلطات محلية وجمعيات فاعلة في قرانا ومدننا العربية كان منقطع النظير، الامر الذي ساهم الي حد كبير في افتتاح نقاط جمع وتوزيع هذه المعاطف في عشرات النقاط في المجتمع العربي، من هنا أتوجه بالشكر الجزيل لهذه الجمعيات والسلطات التي كان لها الدور البارز. وأضاف حاج يحيى مؤكدا ان الحماس اللافت والتجاوب الكبير مع هذا المشروع، بالذات في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها مع استمرار الحرب من جهة، وحالة الاقتصادية المتردية التي يعاني منها المواطنين من جهة ثانية لم تترك مجالا للتشكيك في العطاء والتطوع وقيم مد يد العون والمساعدة التي تعم المجتمع العربي عامة وان هذا أكبر دليل على التكافل الاجتماعي الذي طالما واكبناه من خلال مشاريع الروح الطيبة في السنوات الأخيرة. نتحدث عن آلاف المعاطف الشتوية التي تم جمعها والتي ستساهم في بث الدفئ في قلوب العديد من أبناء هذا المجتمع آملين ان تكون هذه المساهمة دليلا على تعزيز تماسك شرائح وفئات المجتمع العربي بأكمله".